الاثنين، 25 يناير 2010

يونان 2010



الفكرة : عمل درامى من واقع الحياة يشرح كيف يدعو الله الإنسان وينقيه من شوائبه وذلك بالربط مع سفر يونان النبى


الراوى : الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الله .. ليس أحد يفعل الصلاح ليس ولا واحد .. ليس أحد بلا خطية ولو كانت حياته يوما ً واحدا ً على الأرض ... الله يريد أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون ... نقدم لكم اليوم قصة تعاملات الله مع يونان النبى ... وفى عملنا اليوم ... سوف نخرج معكم عن المعتاد .. ولكن ونحن مازلنا فى ظل تعاملات الله مع يونان ... أى مع الإنسان .. فيونان ما هو إلاّ إنسان وكل واحد منا ومنكم ما هو إنسان .. لذا فكل واحد هو يونان جديد يونان 2010 فالإنسان هو يونان .. ولنبحث الآن عن نينوى العظيمة الشريرة .. بالنسبة إلى يونان 2010 ... لن نطلب منكم أن تبتعدوا كثيرا ً فهى قريبة جدا ً منكم ..

نينوى الجديدة هى ذواتكم . نفسكم بكل سكانها من أفكار ومشاعر وعواطف وتصرفات ورغبات وكل شىء فيكم ... فهل فهمتم الآن فكرتنا .. الله تبارك اسمه هو هو أمسا ً واليوم وإلى الأبد .. وكما نادى الرب يونان فى القديم أن يذهب لنينوى كى تتوب ... ها هو ينادى اليوم كل إنسان منا – كيونان جديد – أن يذهب إلى ذاته ليجلس معها ويحاورها ويجعلها تتوب – تتعمق – إنها دعوة للتوبة – دعوة للتعمق

الابن : مساء الخير يا ماما

الأم : مساء الخير يابنى ... على فين أُماّل يابنى .. إنت خارج ولا إيه ؟

الابن : شىء غريب والله ... شايفانى لابس يعنى هروح فين أُماّل .. طبعا ً خارج .. وبعدين أنا قلت لك 100 مرة قبل كده .. مبحبش شغل المباحث ده .. رايح فين ؟ .. جاى منين ؟ .. دى حاجة تفلق .. (بغضب)

الأم : طيب يابنى خلاص .. أنا كنت بسألك عشان أتأكد .. وكمان إنت عارف إن مصلحتك تهمنى يابنى وعشان كده لازم أسألك .. هتروح فين ..

الابن : هروح فين يعنى ؟ .. مع صحابى ...

الأم : يابنى انت هتضحك علىّ ؟ .. إنت ملكشى غير صاحب واحد بس .. هوّ ..

الابن : أيوه .. هو إللى أنا بخرج معاه .. وهوّ إللى إنتى مش بتحبيه .. وهو إللى هيتلف أملى ويبوظنّى ... ياخرابى .. خلاص حفظتها الاسطوانة المشروخة دى

الأم : يابنى لو حفظت الكلام .. كنت هتحاول تنفذه .. أنا مش عارفة إنت بتضحك على مين . على نفسك ولاّ علىّ ... (رنين الباب)

الكاهن : سلام ياولادى ...

الأم : أهلا ً ... أهلا ً وسهلا ً يا قدس أبونا ... أتفضل ...

الكاهن : إزيك يا بنتى ... عاملة إيه ؟ ...

الأم : نشكر ربنا يا أبونا ..

الكاهن : إزيك يابنى عامل إيه ؟ .. إزى صحتك ؟

الابن : كويس ..(بارتباك) .. طيب يا أبونا معلش أنا هستأذن .. عشان عندى معاد
الكاهن : لأ يابنى .. أنا عايزك ..

* * *

الراوى : وصار قول الرب إلى يونان بن أمتاى قائلا ً ( قم اذهب إلى نينوى المدينة العظيمة . وناد عليها . لأنه قد صعد شرهم أمامى)

* * *

الكاهن : إيه يابنى .. محدش بيشوفك الأيام دى ليه؟ .. أنا بقالى فترة مشفتكش لا فى القداس ولا فى اجتماع الشباب .

الابن : (بارتباك وتصنع) أصلى يا أبونا كنت مشغول شوية اليومين إللى فاتوا دول ... وبعدين أحيانا ً بروح كنيسة تانية .. يعنى حسب ظروفى .

الأم : أصله يا أبونا ...

الابن : (مقاطعا ً) ماما وبعدين .. هوّ أبونا مش هيشرب حاجة ولا إيهّ ؟

الكاهن : لا يا بنتى أنا مش عايز حاجة . خليكى ... إنت أهم ولا إيه ؟ .. شوف يابنى ... أنا مش هلف وأدور ... وأفضل أتكلم معاك كلام كتير ... هُمّا كلمتين يابنى ... ربنا باعتنى ليك .. وبيقولك .. حرام .. حرام يابنى تضيع نفسك ... الطريق إللى إنت ماشى فيه آخره الهلاك ... وإنت مهم .. مهم خالص عند ربنا .. متقدرشى تتخيل مدى عظمتك عند ربنا .. ممكن تقولى .. أنا كويس .. مبعملشى حاجة غلط .. تبقى محتاج أكتر لربنا علشان يعلمك إزاى تعمل حاجة صح ... بس يابنى مش أكتر من كده .. ناولنى يابنى الكتاب المقدس إللى قدامك ده ... هنقرأ شوية صغيرين وبعدين نصلى .. من سفر يونان النبى بركاته علينا آمين ..(الموسيقى ترتفع)

الابن : ها يا باشا إتأخرت عليك ؟ .. أصلى أبونا كان عندنا .. وكان عاوز ياخدنى معاه يوصلنى للكنيسة فى سكته ... كان فاكر إنى رايح إجتماع الشباب ...

الصديق : وعرفت تفلت منه إزاى ؟

الابن : قلت له هفوت على واحد صاحبى الأول

الصديق : لا جدع ياااد ..

الابن : ها ... إيه الأخبار.. وضبت السهرة ؟ .. ولاّ

الصديق : متقلقشى .. كله تمام التمام ... يللاّ بينا ..

الابن : يللا يا جن ..

الصديق : بس بقولك إيه ؟ .. إنت عليك 50 جنيه فى العملية دى ... إدفعها الأول .
الابن : ماشى يا معلمه .. اللى تأمر بيه .. اتفضل وآدى ال50 جنيه .

* * *

الراوى : فقام يونان ليهرب إلى ترشيش من وجه الرب .. فنزل إلى يافا ووجد سفينة ذاهبة إلى ترشيش فدفع أجرتها ونزل فيها .. ليذهب معهم إلى ترشيش من وجه الرب .

* * *

الأبن : بقولك إيه ؟ ... أنا مش مطمن للمكان ده .. يللا بينا أحسن تحصل حاجة .. حاكم أنا .. عينى اللى فى رجلى الشمال بترف ...

الصديق : ألله .. إيه نظام العيال ده بأه ... يا حبيبى .. هو ده أول مكان نسهر فيه . يا بنى ... يا حبيبى ... إتنيل .. متخافش ... اطمن .. وعموماً حيحصل إيه يعنى ؟ ... اقعد .. اقعد .. يارجل بلاش جبن .

الضابط : أقف عندك إنت وهوّ(موسيقى).. محدش يتحرك من مكانه (موسيقى).. اقبضوا عليهم ..

* * *

الراوى : فأرسل الرب ريحاً شديدة إلى البحر فحدث نوء عظيم فى البحر حتى كادت السفينة تنكسر

* * *

الصديق : أدينا وقعنا فى شر أعمالنا ... كل شىء ليه آخر ... حتى الشر ... يارب ... أنا عارف يارب إنى غلطت ... وحياتى كانت كلها معاصى .. اللهم إنى أتوب إليك ياالله .. ياغفار الذنوب والآثام ... إقبل توبتى يا الله .. فأنا لأ أقنط أبداً من رحمتك ..

الآبن : خلاص .. كل شىء انتهى ... حتى أنا إنتهيت ..

الصديق : يعنى إيه ؟... انت هتفضل قاعد كده مكتئب وخلاص بعنى ؟.. إنت مفكر إن ده هيفيدك ؟... يا بنى لا الحزن ولا الكآبة هيحلوا الموقف .

الأبن : أمّال عاوزنى أعمل إيه ؟.

الصديق : صلى يا أخى واستغفر ربك .. عشان ربنا يحوش عنا.

الابن : ربنا ؟... أهو هو ده أصل الموضوع ... لو أنا كنت مع ربنا دلوقتى .. مكنش جرى إللى جرى ..

الصديق : عاوز تقول إيه ؟ أنا مش فاهم ..

الابن : عاوز أقول إن ده انتقام ربنا ... ربنا بعتلى صوته وكلمنى مره واثنين وتلاته .. بطريقة واثنين وتلاتة و.. لما مسمعتش صوته بينتقم منى.

الصديق : استنى !!استنى !!استنى!! عاوز يقول إن ربنا كان بيبعت يقولك توب وانت إللى بترفض ؟.. شىء فعلاً عجيب خالص ...بس أحب أقولك حاجة وأنا لسه برضو صديقك ... لو ربك بيعمل معاك كده عشان ترجع ... يبقى لا يمكن ينتقم منك يا حبيبى ... إللى يحب ميكرهش ... قوم صلى له وهتشوف .. أكيد هينقذك وهينقذنى ..

الابن : فعلاً عندك حق ... أنا تصرفاتى الغلط هىّ إللى ودتنى فى داهية أنا إلى ضيعت النعمة إللى عندى .. لازم أرجع من تانى وأتوب .. وعشان كده أول حاجة حعملها هىّ إن أخلصك إنت .. أنا عاوزك تقول فى التحقيق إن الحاجات إللى اتظبطت معانا بتاعتى أنا . وإنت مكنتش تعرف عنها حاجة ...

الصديق : بس ..

الابن : مبسش ... لازم تعمل كده ...

الصديق : حاضر( فترة صمت)(أنا لو طلعت براءة لازم أعيد نظر فى الموضوع ده ) (يفكر)

* * *

الراوى : فخاف الملاحون وصرخوا كل واحد إلى إلهه وطرحوا الأمتعة التى فى السفينة إلى البحر ليخففوا عنها وأما يونان فكان قد نزل إلى جوف السفينة واضطجع ونام نوماً ثقيلاً .. فجاء إليه رئيس النوتيه وقال له (ما لك نائماً؟ قم اصرخ إلى إلهك عسى أن يفتكر الإله فينا فلا نهلك)وقال بعضهم لبعض ( هلمّ نلقى قُرعا ً لنعرف بسبب من هذه البلية .. فألقوا قُرعا ً فوقعت القرعة على يونان .. فقالوا له أخبرنا بسبب من هذه المصيبة علينا؟ ما هو عملك ؟ ومن أين أتيت ؟ ما هى أرضك ؟ ومن أى شعب أنت؟ .. فقال لهم أنا عبرانى وأنا خائف من الرب إله السماء الذى صنع البحر والبر . فخاف الرجال خوفا ً عظيما ً وقالوا له ( لماذا فعلت هذا؟) فإن الرجال عرفوا أنه هارب من وجه الرب لأنه أخبرهم فقالوا له ماذا نصنع بك ليسكن البحر عنا ؟ لأن البحر كان يزداد اضطرابا ً .. فقال لهم ( خذونى واطرحونى فى البحر فيسكن البحر عنكم ) لأننى عالم أنه بسببى هذا النوء العظيم عليكم ... ولكن الرجال جدفوا ليرجعوا السفينة إلى البر .. فلم يستطيعوا لأن البحر كان يزداد اضطرابا ً عليهم .... فصرخوا إلى الرب وقالوا آه يارب لا نهلك من أجل نفس هذا الرجل ولا تجعل علينا دماً بريئا ً .. لأنك يارب فعلت كما شئت .. ثم أخذوا يونان وطرحوه فى البحر فوقف البحر عن هيجانه ... فخاف الرجال من الرب خوفا ً عظيما ً وذبحوا ذبيحة للرب ونذروا نذورا ً) ... موسيقى

القاضى : حكمت المحكمة حضوريا ً على المتهم بالسجن ثلاث سنوات مع الشغل والنفاذ

الراوى : وأما الرب فأعد حوتا ً عظيما ً ليبتلع يونان .. فكان يونان فى جوف الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال .... ترنيم

الابن : ياربى يسوع المسيح .. من وسط ضيقاتى بندهلك .. وأنا عارف إنك سامعنى وعارف كمان إنك لايمكن هتسبنى أهلك فى خطيتى ... المكان إللى أنا فيه ده يارب بشكرك عليه .. لأن فيه يارب عرفت أكتر وأكتر إنك بتعتنى بىّ .. ولايمكن تتخلى عنى ... رغم بعد المكان والزمان يارب .. أنا واثق إنى هرجع تانى لبيتك .. لكنيستك ... أتناول جسدك الطاهر ودمك المقدس . ها قد أعيت فىّ نفسى . من ضيقى أدعوك يارب وأنت وحدك أشكرك . لأنك شبع قلبى اسمع صراخى يا سيدى . وإلى صلاتى أمل أذنيك ارحمنى وامسك بيدى . فأنا فى حاجة شديدة إليك

الراوى : فصلى يونان إلى الرب إلهه من جوف الحوت وقال ( دعوت من ضيقى الرب فاستجابنى ... صرخت من جوف الهاوية فسمعت صوتى . لأنك طرحتنى فى العمق . فى قلب البحار . فأحاط بى نهُر . جازت فوقى جميع تياراتك ولججك فقلتُ قد طُردت من أمام عينيك ولكننى أعود أنظر إلى هيكل قدسك ... قد اكتنفتنى مياه إلى النفس . أحاط بى غمر . التف عشب البحر برأسى . نزلت إلى أسافل الجبال ... مغاليق الأرض علىّ إلى الأبد ..ثم أصعدت من الوهدة حياتى أيها الرب إلهى .. حين أعيت فىّ نفسى ذكرتُ الربّ . فجاءت إليك صلاتى إلى هيكل قدسك الذين يراعون أباطيل كاذبة يتركون نعمتهم . أما أنا فبصوت الحمد أذبح لك وأوفى بما نذرته للرب الخلاص )

الكاهن : سلام يا ابنى

الابن : سلام ونعمة يا ابونا اتفضل ..

الكاهن : ها يا ابنى .. إيه أخبارك .. عامل إيه فى شغلك الجديد إللى انت مسكته بعد ما خرجت من التجربة . ؟

الابن : نشكر ربنا يا ابونا .. أهو الحمد لله ..

الكاهن : بصراحة يا ابنى فى موضوع عاوز أكلمك فيه وياريت متكسفنيش

الابن : اتفضل يا ابونا

الراوى : وأمر الرب الحوت فقذف يونان إلى البر .. ثم صار قول الرب إلى يونان ثانية قائلا ً ( قم اذهب إلى نينوى المدينة العظيمة وناد لها المناداة التى أنا مكلمك بها)

الكاهن : إنت فاكر يابنى صحبك المسيحى إللى كان معاكم فى الشلة القديمة الابن : أيوه يا أبونا فاكره .

الكاهن : عاوزك يابنى تروح له وتكلمه وتحكى له عن تجربتك علشان يرجع ويتوب لأنه لسه يا ابنى مازال فى حياة الخطية لغاية النهاردة .. آى عنوانه وآدى تليفونه ... الموبيل ... اتصل بيه حدد معاه معاد وروح كلمه فى البيت على رواقه بينك وبينه .. خلاص يابنى ... سلام ربنا معاك وخد بالك إنت ممكن تتعب معاه خالص .. متخافش ربنا هيسندك سلام

الابن : مع السلامة يا أبونا ... ( مفكرا ً) وبعدين هو أنا هشتغل مصلح اجتماعى ولا إيه ؟ .. أبونا ده عاوزنى أروح أنصح وأعلم .. وأنا مالى ... اللى يغلط لازم يتحمل نتيجة غلطه ... مش كفاية أنا ضيعت من عمرى 3 سنين فى غلطة كل الناس بيغلطوها .. طيب وبعدين فى المشكلة دى ؟ .. بس أنا كنت معاهد ربنا ونفسى إن هبدأ حياة جديدة وهسمع صوت ربنا فى كل حاجة ... وبعدين ... عموما ً أنا هنفذ كلام أبونا .. لأنه يعتبر صوت ربنا .. وكمان عشان أرضى ضميرى ... طب ولو سمع الكلام ورجع وتاب .. أكيد ربنا هيسامحه ومش هيتعاقب .. طيب واشمعنى أنا .... عموما ً أنا هتصل بيه فى التليفون أقله كلمتين ع الماشى كده .. عشان لما أبونا يقولى كلمته أقول أيوه ومبقاش كدبت . وبعدين أعمل إن السكة اتقطعت وأقفل السماعة .. يالله .. أمرى لله ..

الابن : ألو ... أهلا ً ... إزيك .. عامل إيه .. ألله إنت عرفت إزاى إن أنا إللى بكلمك ... آه .. الرقم بتاعى ظهر عندك .. المهم .. بقولك إيه .. ( أنا.. خايف .. يجرالك .. إللى .. جرالى) ... بس ... كفاية عليك كده ... وآدى السكة اتقطعت
الراوى : فقام يونان وذهب إلى نينوى بحسب قول الرب .. أما نينوى فكانت مدينة عظيمة لله مسيرة ثلاثة أيام . فابتدأ يونان يدخل المدينة مسيرة يوم واحد .. ونادى وقال :- ( بعد- أربعين- يوما ً- تنقلب – نينوى)

الكاهن : (بفرح) أهلا ً .. يا ابنى أهلا ً .. شفت يا ابنى ربنا اتمجد إزاى .

الابن : خير يا أبونا فرحنى .

الكاهن : بمجرد ما أنت قفلت سماعة التليفون إمبارح من صاحبك .. بعدها بحوالى 10 دقايق بالظبط .. لقيته عندى فى المكتب فى الكنيسة .. وهو منهار من البكا .. عمال يبكى ويقولى ... أنا أحزنت قلب ربنا .. أنا كنت تايه .. أنا عاوز أرجع ... صديقك تاب يا ابنى ورجع لحضن أبوه السماوى وفضل قاعد معايا طول الليل مش عاوز يسيبنى .. بعد الاعتراف صلينا سوا .. وبعدين عملنا التسبحة .. ولغاية ما النهار طلع مبطلش بكا .. وعملنا القداس واتناول .. وحالته بقت كويسه خالص دلوقتى

الراوى : فآمن أهل نينوى بالله ونادوا بصوم .. ولبسوا مسوحا ً من كبيرهم إلى صغيرهم . وبلغ الأمر ملك نينوى فقام عن كرسيه . وخلع رداءه عنه وتغطى بمسح وجلس على الرماد .. ونُودى وقيل فى نينوى عن أمر الملك وعظمائه قائلا ً ( لا تذق الناس ولا البهائم ولا البقر ولا الغنم شيئا ً . لا ترع ولا تشرب ماء وليتغط بمسوح الناس والبهائم ويصرخوا إلى الله بشدة ويرجعوا كل واحد عن طريقه الرديئة وعن الظلم الذى فى أيديهم .. لعل الله يعود ويندم ويرجع عن حُمو غضبه فلا نهلك .. فلما رأى الله أعمالهم أنهم رجعوا عن طريقهم الرديئة . ندم الله على الشر الذى تكلم أن يصنعه بهم . فلم يصنعه .

الكاهن : إيه يا ابنى مالك ؟ .. خير فى حاجة ؟ .. مالك قاعد كده مسهم وشكلك مهموم وحزين ... يفكر ( آه .. الظاهر كده زعل علشان صاحبه تاب ورجع) . بأقولك إيه ؟ إيه رأيك فى الطاقية دى ؟ . دى هدية ليك

الابن : الله يا أبونا .. دا كاب جميل جدا ً .. ومن النوع إللى أنا كنت عاوز اشترى منه .. علشان بحتاجه فى شغلى .. أنا متشكر خالص يا أبونا

الكاهن : العفو يا أبنى على إيه ؟ .... ها مقلتليش مالك زعلان ليه ؟

الابن : لا أبدا ً مفيش حاجة يا أبونا .. سلامتك ( مفكرا ً) ... الكلام إللى أنا قلت عليه حصل .. صاحبنا سمع الكلام وأثر فيه ورجع وتاب بدرى .. وبقيت أنا وحدى إللى سوابق أنا بس إيه إللى كان خلانى أكلمه .. ياريتنى كنت مت قبل ما أكلمه

الراوى : فغم ذلك يونان غما ً شديدا ً فاغتاظ وصلى إلى الرب وقال ( آه يارب أليس هذا كلامى إذ كنت بعد فى أرضى ؟ لذلك بادرت إلى الهرب إلى ترشيش . لأنى علمت أنك إله روؤف ورحيم . بطىء الغضب . وكثير الرحمة . ونادم على الشر . فالآن يارب . خذ نفسى منى . لأن موتى خير من حياتى .. فقال الرب ( هل اغتظت بالصواب؟) وخرج يونان من المدينة وجلس شرقى المدينة . وصنع لنفسه هناك مظلة وجلس تحتها فى الظل – حتى يرى ماذا يحدث فى المدينة .. فأعد الرب الإله يقطينة فارتفعت فوق يونان لتكون ظلا ً على رأسه لكى يخلصه من غمه .. ففرح يونان من أجل اليقطينة فرحا ً عظيما ً ...

الكاهن : معلش يا ابنى أنا آسف سامحنى ...

الابن : خير يا أبونا فى إيه ؟ ..

الكاهن : الطاقية إللى أنا إديتهالك

الابن : ( بلهفة) الكاب .. ماله يا أبونا ..

الكاهن : افتكرت دلوقتى إنه مش بتاعى ... الشنطة اتبدلت مع شنطة تانية.. أنا آسف مضطر آخد منك الكاب .. إيه يا ابنى هو إنت إدايقت لما أنا أخدت منك الكاب .

الابن : عاوز الحق يا أبونا .. أنا هولع ... أنا متغاظ أوى ... لأنى بكرة حتحرق من الشمس فى الشغل .. أنا كنت عاوز الكاب دا بشكل كبير أوى الكاهن : معلش يا ابنى ولو إنى الانسان أغلى بكتير من الكاب ولا إيه ؟

الابن : مش فاهم يا أبونا .. تقصد إيه ؟

الكاهن : وأنا بكلمك من شوية يا ابنى عن توبة أخوك ... كنت زعلان جدا ً إنه رجع لربنا . ودلوقتى إنت زعلان برضو . بس زعل مختلف .. زعلان على حته حاجة تافهة .. لا دفعت فيها فلوس ولا تعبت فيها .. أُمّال مش
عايز ربنا يزعل على حد من ولاده لما يضيع ؟ مش عاوز ربنا يزعل على صورته ومثاله لما يهلك ؟

الراوى : ثم أعد الله دودة عند طلوع الفجر فى الغد . فضربت اليقطينة فيبست . وحدث عند طلوع الشمس أن الله أعد ريحا ً شرقية حارة . فضربت الشمس على رأس يونان فذبل فطلب لنفسه الموت وقال (موتى خير من حياتى) .. فقال الله ليونان .. هل اغتظت بالصواب من أجل اليقطينة ؟ فقال (اغتظت بالصواب حتى الموت ) فقال الرب (أنت شفقت على اليقطينة التى لم تتعب فيها ولا ربيتها التى بنت ليلة كانت وبنت ليلة هلكت .. أفلا أشفق أنا على نينوى المدينة العظيمة . التى يوجد فيها أكثر من اثنتى عشرة ربوة من الناس الذين لا يعرفون يمينهم من شمالهم . وبهائم كثيرة ! )

الكاهن : شوف يا ابنى انت فاكر أول مرة دعيتك فيها قبل التجربة .. كانت دعوة من ربنا للتوبة .. وفاكر تانى مرة دعيتك فيها بعد التجربة .. دى كانت دعوة للتعمق .. دعوة للدخول فى أحضان ربنا أكتر وأكتر وبطريقة صح لأن أحيانا ً يا ابنى عدو الخير بيخدع البعض ويحاول يفهمهم .. أنه مفيش أحسن من الحالة إللى هماّ فيها دلوقتى ... أنا حطيت لك يا ابنى مثل بسيط قدامك وهو دعوة واحد صديقك للتوبة علشان ميمرش فى نفس تجربتك والنتيجة كانت رسوبك فى الامتحان .. لأنك مفكرتش بمحبة فى خلاص الشخص ده . لازم يا ابنى تحاول تقعد مع نفسك وتحاسبها .. وتكشف أسرارها .. علشان تقدر تخلصها بجهادك وبعمل ايد ربنا معاك ... هات يا ابنى كتابك المقدس علشان نقرأ مع بعض ... مجدا ً للثالوث القدوس الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين .. إيه يا ابنى مالك ؟ فى إيه ؟
الابن : يااااه يا أبونا ... دا أنا سرحت حته دين سرحه .. أثناء ما قدسك كنت بتقرأ فى سفر يونان النبى .. أنا مرت علىّ شوية أفكار ...

الأم : خير يا ابنى أفكار إيه ؟

الابن : أفكار يا ماما تنفع فيلم للسيما .

الكاهن : وليه للسيما يا ابنى .. خليها للكنيسة ... إكتبها .. وهات نراجعها سوا ونحطها فى شكل كويس ونعرضها فى إجتماع الشباب .. ها إيه رأيك

الابن : موافق طبعا ً يا أبونا ... بس أنا عاوز أعترف الأول فى كلام كتير أوى عندى يا أبونا

الكاهن : حاضر يا حبيبى بس كده ؟ نقف نصلى ... وبعدين هاخد اعترافك .. إنت وماما ... أمين ياولادى ؟

الأم والابن : أمين يا أبونا

ما ورد بهذه الفقرة .. أفكار شخصية ... تحتمل أكثر من معنى وتحمل فى طياتها كل تقدير واحترام لذلك المخلوق العظيم .. الذى أبدعه رب البشرية .. الإنسان .. ولكن غرضها الأساسى هو التنوير بإلقاء الضوء على بعض الأشياء التى يعتبرها مؤلف هذا العمل مهمة .. وفى النهاية نرجو من الرب كل ارشاد... آمين
+ تم عرض هذا العمل باجتماع الشباب بكنيسة السيدة العذراء بالاسماعيلية عام 2002 +