الأحد، 19 أبريل 2009

بين الصلب والقيامة



+ المسيح قام .. بالحقيقة قام .. السيد الرب قام حقا ً من الموت .. قام بعد أن انتصر على كل الأحداث الجسيمة التى مرت به .. المسيح قام حقا ً .. ولكن دعنى أقول لك أيها الأخ الحبيب .. هل قمت أنت ؟ .. هل قام المسيح فى حياتك ؟ .. أم ما زال يعيش آلامه من جديد بأفعالك وخطاياك ؟

+ السيد الرب يقف موقف المجرم .. يقف موقف المتهم .. أمام مجلس اليهود .. ليحاسب على الخير الذى كان يصنعه مع الناس .. كانوا يفكرون كيف يهلكون الرب .. طلبوا شهود زور وقام كثيرون .. وأنت ماذا صنعت لتمنع الحكم عن إلهك الحنون .. ها هو مازال واقفا ً ينتظر ما سيحكم به عليه .. هيا ودافع عنه الآن .. هلم ولا تخاف .. لا تكن جبانا ً فى تلمذتك له .. هلّم وامنع الحكم عنه .

+ لم تكن محاكمة واحدة هى التى خاضها السيد الرب .. من أجلنا .. فمن قيافا إلى بيلاطس فهيرودس فبيلاطس .. ولا مجال للدفاع عنه .. فمازال المشتكون يزيدون التهم الباطلة .. والرب مازال صامتا ً .. ينتظر منك أن تدافع عنه .. هلّم أيها الحبيب .. فالرب ينتظر منك ما ستقوله لتدافع عنه .. ليس أمام بيلاطس أو قيافا .. ولكن فى حياتك أمام خطاياك .. حتى لا يحكم عليه بالألم مرة أخرى .

+ الشعب مازال تتعالى أصواته .. تنادى ليصلب المسيح .. وبيلاطس مازال يراوغ قائلا ً .. أطلق ملك اليهود أم باراباس .. مازالت الأصوات تتعالى .. أطلق باراباس وأمت يسوع .. هلم وارفع صوتك وسط الجموع المحتشدة .. هلّم ولا تخف شيئا ً .. هلم ودافع عن إلهك قبل صدور حكم الموت .. الرب فى حياتك وهذه فرصتك لتدافع عنه أمام كل الحشود .. أمام بيلاطس . لا تطلب بارباس .. بل أطلب إلهك ليطلق .. هلم ودع إلهك .. هلّم وحرر إلهك فى حياتك ليعمل فيك بقوة .. ويخلصك .

+ تكاتف الجنود حول الرب إلهك .. ألبسوه رداءا ً أرجوانيا ً .. وإكليل من الشوك .. وخرجت الكلمات والتعييرات من أفواههم .. ليستهزئوا به .. بإلههم وإلهك حمّلوه خشبة الصليب .. بعد أن جلدوه .. وسط التعييرات .. تحرك الآن أيها الأخ الحبيب .. هلم وسر بجانب إلهك .. لتحمل عنه ومعه خشبة الصليب .. لا تسبب جلدا ً جديدا ً لإلهك بسياط عصيانك له .. هلّم وإفعل شيئا ً .

+ جلد السيد الرب .. وعير .. وحمل الصليب .. وحان وقت الصلب .. حان الوقت ليحمله الصليب كما حمله قبلا ً .. حان وقت تنفيذ الخطة الإلهية .. فى أصعب خطوة منها .. الصليب .. حان الوقت أيها الحبيب لتتذكر أنك .. أنت السبب .. أنت الدافع الأساسى للصليب .. من أجلك أنت كان هذا الحب .. الذى تجلى بوضوح فوق الصليب .. صليب الحب والعار .. صلب الرب لأجلك أيها الحبيب .. فإن كنت لا تستطيع أن تمنع عنه الصليب .. فلا تصلبه مرة أخرى .. كل هذا الألم كان من أجلك .. فجاهد أن لا يصلب الرب مرة أخرى فى حياتك .. نعم أيها الحبيب .. فخطيتك ما هى إلاّ جلد جديد وصليب جديد .. فتجنبها .

+ ولكنه قام .. المسيح الذى مات فوق الصليب .. قام من بين الأموات .. بالموت داس الموت .. والذين فى القبور أنعم لهم بالحياة الأبدية .. قام بعد أن دك الموت دكا ً .. قام بعد كسر المتاريس الحديد والأبواب النحاس .. قام من بين الأموات .. وظهر لتلاميذه .. مثبتا ً إيمانهم .. قام .. فأين شوكتك يا موت .. قام .. وأين غلبتك يا هاوية .. المسيح قام أيها الحبيب .. وها قد جاء دورك لتقوم .. جاء دورك ليقوم المسيح فى حياتك .. جاء دورك لتعبر آلام جهادك ضد الخطية .. لتقوم من موت الخطية .. وتنتصر عليها .. كما انتصر السيد الرب .. على الموت والشيطان .. جاهد فى حياتك لتعيش القيامة .. ولتقول بصوت ملؤه الإيمان .. المسيح قام .. بالحقيقة قام

الأحد، 12 أبريل 2009

رحلة الآلام



مع السيد المسيح فى آلامه من سبت لعازر إلى فجر القيامة

تتعالى اصوات صلوات تسبحة البصخة " لك القوة والمجد والبركة والعزة الى الابد امين ... ثم تأخذ فى الانخفاض حتى تتحول الى خلفية لصوت الراوى الذى يعلو قائلا :
الراوى : سيدنا المسيح . ربنا الغالى الحبيب . يا سر الوجود . يا نبع الحب

ينضم اليه كل المشاركين فى العمل بأصوات رخيمة

كل المشاركين : ويا فيض الحنان .. لا نستطيع بقلم بشرى . أن نُصوّر مقدار ما عانيت . من أجلنا فى رحلة آلامك .. ولا نستطيع يارب بكلمات مهما كانت . أن نصف ألوان العذاب . التى ذقتها . لكن . إسمح لنا ربنا الحبيب . أن نسير معك اليوم . فى رحلة آلامك . لعلنا ندرك ساعتها . ما هى آلامك من أجلنا . نحن غير المستحقين . إسمح لنا أن نرافقك اليوم . لعلنا نستطيع أن نخفف عنك . لأن لك القوة . والمجد والبركة . والعزة . إلى الأبد . آمين .


الراوى : نبدأ رحلة الآلام مع السيد المسيح من يوم السبت . الذى أقام فيه الرب لعازر من الأموات .. فبينما يقترب السيد المسيح مع تلاميذه من بلدة بيت عنيا .. كان هذا الكلام .

تلميذ(1) : لا أعرف بالحق . لماذا يأتى الآن المعلم إلى ههُنا . إلى بيت عنيا . وهو يعلم جيدا ً . أن رؤساء اليهود . مازالوا يسعون وراؤه . فى كل مكان لكى يقتلوه .

تلميذ(2) : عجيب حقا ً أنت يا رجل . أما تعرف أنه أتى اليوم إلى هنا من أجل صديقه لعازر . أما كنت معنا . عندما وصلت رسالة مرثا ومريم . أختى لعازر . تخبر السيد بمرضه .

تلميذ(1) : كنت معكم بالطبع . وتعجبت جدا ً . لأن السيد مكث يومين أيضا ً.
قبل أن يأتى هنا . حتى أنى بدأت أشك بمحبة الرب للعازر . وفى الحقيقة . أنا لم أفهم ما قاله السيد بخصوص مرض لعازر وموته . أفهمت أنت ؟

تلميذ(2) : قال لنا المعلم أن مرض لعازر . ليس للموت بل لأجل مجد الله . وقبل أن تأتى قال . لعازر حبيبنا قد نام . وأنا ذاهب لأوقظه . ثم أخبرنا – لمّا لم نفهم – أن لعازر قد مات . فما الذى لا تفهمه فى ذلك .

تلميذ(1) : ما لا أفهمه حقا ً . هل سيقيم الرب لعازر من الموت ؟

تلميذ(2) : ولما لا يفعل هذا . لقد قال أنا ذاهب لأوقظه . فلابد أنه كان يقصد إقامته من الموت . هل تشك بقدرة المعلم فى هذا ؟

تلميذ(1) : أنا لا أتكلم عن المعلم . ولكن عن لعازر نفسه .. هل تعلم أن له الآن أربعة أيام فى القبر .

تلميذ(2) : وماذا فى ذلك ؟ . لقد أقام الرب قبل ذلك . ابنة يايروس . وأيضا ً ابن أرملة نايين .

تلميذ(1) : كانت ابنة يايروس مازالت فى بيت أبيها . أى أن موتها كان من عدة ساعات فقط . وكذلك ابن الأرملة .. كان لم يُدفن بعد . بل كانوا فى طريقهم إلى دفنه .. أما لعازر ..

تلميذ(2) : ما له لعازر

تلميذ(1) : لعازر قد أنتن فى قبره .. هل يستطيع الرب أن يُكونه من جديد ؟

تلميذ(2) : ليكن لك إيمان يا أخى ... وسترى مجد الله ..

تلميذ(1) : أتمنى أن هذا يحدث ... أنظر .. أنظر هناك ... أترى ما أرى .. إن مرثا أخت لعازر آتيه لمقابلتنا ...
تلميذ(2) : نعم .. وها هى تجرى ناحية المعلم .. أسرع .. لنقترب منهم أكثر .

مرثا : يا سيد . لو كنت ههنا . لم يمت أخى . لماذا تأخرت يا سيد . لو كنت معنا . لما مات أخى لعازر .

يسوع : سيقوم أخوك . يا مرثا

مرثا : أنا أعلم أنه سيقوم فى القيامة . فى اليوم الأخير .

يسوع : أنا هو القيامة والحياة . من آمن بى . ولو مات فسيحيا . وكل من كان حيا ً وآمن بى . فلن يموت إلى الأبد . أتؤمنين بهذا .

مرثا : نعم يا سيد . أنا آمنت . أنك أنت . المسيح ابن الله . الآتى إلى العالم .

مريم : يسوع ... يا معلم (صوت بعيد)

تلميذ (1) : انظر ... لقد جاءت مريم أيضا ً

مريم : يا سيد . يا يسوع لو كنت معنا . لما مات أخى . لقد مات صديقك لعازر . لقد كان ينتظرك خلال مرضه . لقد كان يقول لنا . سيأتى يسوع إلىّ ليشفينى . أنا واثق أنه يحبنى . لابد أنه سيأتى . ولكنه مات . مات يا سيد . مات لعازر .

يسوع : أين وضعتموه . (أصوات متداخلة وأصوات بكاء)

تلميذ(2) : أنظر .... المعلم ... المعلم يبكى

مريم : انظر يا سيد . (تبكى) .

شخص (1) : انظروا . ها هو يبكى على لعازر . لقد كان يحبه حقا ً .

شخص (2) : ألم يقدر هذا الذى فتح عينى الأعمى . أن يجعل هذا أيضا ً لا يموت ؟

يسوع : إرفعوا الحجر عن القبر .

مرثا : يا سيد . لقد أنتن فى القبر . لأن له أربعة أيام .

يسوع : يا مرثا . ألم أقل لكى . إن آمنت ترين مجد الله .

يسوع : أيها الآب أشكرك لأنك سمعت لى . وأنا علمت أنك فى كل حين تسمعُ لى . ولكن لأجل هذا الجمع قلت . ليؤمنوا أنك أرسلتنى .

يسوع : لعازر .. هلّم خارجا ً .

(الكل) : (أصوات متداخلة غير منتظمة) ما هذا ؟ .. انظروا ! .. انه يخرج ... ماذا يحدث؟ ..لا أكاد أصدق ما أرى .. يا سيد إرحمنا .. لقد قام ... لقد خرج الميت .. انه يمشى .. عظيم أنت يا سيد .. انظروا الأربطة .

يسوع : حلوه ودعوه يذهب

الراوى : بدأت آلام المعلم الرب – المستمرة – بعد هذه المعجزة .. حيث آمن الكثير بالرب . وزاد أتباعه – لذلك تشاور رؤساء الكهنة عليه ليقتلوه – وفى مساء السبت قبل العيد . كان الرب يحضر عشاءا ً فى بيت عنيا . فى بيت سمعان الأبرص .. وكان لعازر واختيه هناك أيضا ً .. .

تلميذ(1) : لعازر .. لقد وعدتنا أن تحكى لنا عن الجحيم .

تلميذ(2) : نعم .. قل لنا ماذا رأيت هناك . عندما كنت ميتا ً .

لعازر : لقد أخبرت أُناس كثيرين جدا ً بما رأيت .. إنه لأمر رهيب فعلا ً .. مكان مفزع .. مخيف .. مرعب .. ليس فيه أدنى تعزيه .. ليرحمنا الرب ...

تلميذ(1) : لعازر . (يقول له بصوت منخفض) نريد أن نخبرك بشىء . ولكن لا نريدك أن تقلق .

لعازر : إطمئن يا أخى الحبيب . فلم يعد للقلق فىّ مكان . قل ما تريد .

تلميذ(2) : أنت تعلم أن رؤساء الكهنة والفريسيون . يطلبون يسوع ليقتلوه .

لعازر : نعم . أعرف ذلك . فقد كنت أتكلم منذ قليل عن هذا الأمر مع يسوع .

تلميذ(1) : ما لا تعلمه . أنه منذ أن أقامك المعلم من الموت . وهم يطلبوه بالأكثر .

لعازر : ولماذا ؟

تلميذ(2) : لأن كثيرين آمنوا بالمعلم . بعد رؤية معجزة إقامتك من الموت . وبعد أن شاهدوك حيا ً . وأيضا ً ..

لعازر : أيضا ً ماذا ؟ .. تكلم لا تقلق ..

تلميذ(1) : هم يطلبون أن يقتلوك أنت أيضا ً . بسبب كلامك .

لعازر : إعلموا يا إخوتى ... إن الحياة لم تعد تهمنى . ليفعلوا ما يحلوا لهم .

تلميذ(2) : قد أصدر رؤساء الكهنة أمرا ً أنه إن عرف أحد أين يسوع . ليخبرهم عن مكانه لكى يمسكوه . ونحن نخشى على المعلم غدا ً فى العيد .. ولا ندرى ماذا نفعل .

لعازر : لا تقلقوا يا إخوتى .. إن يسوع يعرف كل هذا ... وهو سيذهب غدا ً إلى أورشليم إلى العيد .. وليكن ما يكون .. والآن هيا بنا إلى العشاء (كأنما يلقى كلمة) الليلة يا إخوتى .. هى ليلة لا تُنسى . لأن المعلم يجلس بيننا .. ومرحبا ً بكم جميعا ً فى بلدتنا الصغيرة .

تلميذ(1) : أنظر أنظر .. هل ترى ما تفعله مريم أخت لعازر .

يهوذا : (بغضب) شىء عجيب حقا ً ما تفعليه يا مريم . تسكبين الطيب على قدمى المعلم . والفقراء فى كل مكان يصرخون من الجوع . ألم يكن الأولى أن يباع هذا الطيب بثلثمائة دينار ويوضع فى الصندوق .. للصرف على الفقراء .

(الكل) : نعم .. نعم .. لماذا هذا الاتلاف ؟ .. تبذير .. عجيب فعلا ً (بدون ترتيب)
يسوع : لماذا تزعجونها .. اتركوها .. إنها ليوم تكفينى قد حفظته . لأن الفقراء معكم فى كل حين . وأما أنا فلست معكم فى كل حين . اذهبى يا مريم .. سوف يذكر عملك هذا أينما يكرز بالإنجيل .

يهوذا : (مفكرا ً) ومالى أنا والفقراء .. أنا كنت أتحدث عن نفسى . إن الصندوق أصبح فارغا ً .. ولا أعرف كيف سأنفق بعد اليوم ..

( الجالس فوق الشاروبيم .. أوصلنا خين نى إتتشوسى .. إفلوجيمينوس)

الراوى : والآن هيا معا ً لنستقبل الرب على أبواب أورشليم . مبارك الآتى باسم الرب

شخص(1) : هيا .. هيا بنا .

شخص(2) : إلى أين .

شخص(1) : ألا تسمع الهتافات . إن يسوع الناصرى . داخلا ً إلى أورشليم . والجموع تستقبله

شخص(2) : يسوع الناصرى .. إنه المخلص .. هيا بنا نحن أيضا ً معهم .

متآمر(1) : أنظروا . إنكم لا تنفعون شيئا ً . هوذا العالم قد ذهب وراءه .

يسوع : قد أتت الساعة ليتمجد ابن الانسان . الحق الحق أقول لكم إن لم تقع حبة الحنطة فى الأرض وتموت فهى تبقى وحدها . ولكن إن ماتت تأتى بثمر كثير .

الراوى : قولوا لإبنة صهيون . هوذا ملكك يأتيك وديعا ً راكبا ً على أتان وجحش ابن أتان .. عجبا ً لهذا الشعب . هتفوا للمُلك الأرضى . وحزنوا وتزمروا . ورفضوا المُلك السماوى . فرفضهم الملك السماوى ورفض أن يقيم عندهم . وخرج ليبيت فى بيت عنيا المؤمنة .

الراوى : وفى صباح يوم الإثنين خرج السيد الرب مع تلاميذه من بيت عنيا حيث كان قد بات هناك .. متجها ً إلى الهيكل فى أورشليم . وفى الطريق إلى أورشليم ....


تلميذ(1) : ألا ترى معى أنه أمر غريب . أن يطلب المعلم شيئا ً ليأكل الآن

تلميذ(2) : وما الغريب فى ذلك .

تلميذ(1) : إننا مازلنا فى الصباح الباكر . وليس من عادة المعلم أن يأكل صباحا ً . فهو دائما ً ما يصوم حتى منتصف النهار . وأحيانا ً حتى الغروب .

تلميذ(2) : إن المعلم لم يتناول شيئا ً بالأمس . طوال اليوم .. هل رأيته أنت يأكل شيئا ً ؟

تلميذ(1) : لا .. فنحن بعد ما رجعنا من أورشليم . تحدثنا معه . وفى الليل ذهب ليصلى طوال الليل . وعندما استيقظنا صباحا ً وجدناه يصلى . لا أعتقد فعلا ً أنه تناول شيئا ً .

تلميذ(2) : أنظر .. أترى شجرة التين التى هناك . هيا بنا لنأخذ له بعض منه .

تلميذ(1) : ولكن هل نحن فى أوان التين الآن . لا أظن أن أشجار التين بدأت تثمر الآن .

تلميذ(2) : مادامت قد أزهرت أوراق . فلابد وأن يكون بها ثمار .. هيا . فإن المعلم متجه إليها أيضا ً .. هيا .. أسرع ..

تلميذ(1) : ما هذا ؟ .. لا توجد أية ثمار فى هذه الشجرة .

تلميذ(2) : فعلا ً .. مجرد أوراق فقط . شىء عجيب حقا ً .

يسوع : لا يأكل أحد منك ثمار بعد الآن .

تلميذ(1) : أترى ما يحدث ..

تلميذ(2) : ماذا ؟

تلميذ(1) : الشجرة . قد يبست التينة فى الحال .

يسوع : يا أولادى . ليكن لكم إيمان . وكل ما تطلبونه فى الصلاة مؤمنين تنالونه .
الراوى : تألم الرب من شجرة التين غير المثمرة فلعنها .. لأنها تدّعى أنها مثمرة ولا يوجد فيها شىء سوى الورق . مثل الأمة اليهودية .. وعندما دخل السيد إلى الهيكل فى هذا اليوم

(الكل) : (صوت ضجيج) .. أقبل .. أقبل هنا تباع الخراف الصحيحة بأرخص الأسعار هل تريد ذبيحة- الحمام- من يريد الحمام- الفطيرللعيد- هل أنت جائع- تعالى هنا- انتظر وشاهد أجمل الأشياء وأرخصها

يسوع : ما هذا أهيكل هذا أم مغارة لصوص .

تلميذ(1) : أترى ما يفعل المعلم .. إنه

تلميذ(2) : إنه يقلب موائد الصيارفة وكراسى باعة الحمام .. إنه ثائر جدا ً .

يسوع : مكتوب بيتى بيت الصلاة ... وأنتم جعلتموه مغارة لصوص .

الراوى : حزن الرب من تصرفات رؤساء الكهنة الذين حولوا الهيكل لمكان للتجارة والتربّح .. فظهر الهيكل .. وخرج أيضا ً مساءا ً ليبيت فى بيت عنيا .. ورجع أيضا ً فى صباح الثلاثاء من بيت عنيا متوجها ً إلى الهيكل ... ومرّ هو وتلاميذه على شجرة التينة فوجدها قد يبست وجفت من الأصول . أمّا فى الهيكل . فكانت هناك مؤامرة ل ..

متآمر(1) : آآآه . آه من هذا الناصرى الملعون . لقد سئمت الحياة بسببه يوم كامل نقضيه فى الهيكل معه .. ولا نستطيع أن نمسكه فى كلمة واحدة .

متآمر(2) : لقد دسست له فريسيين وهيرودسيين فلم يفلحوا معه . صدوقيون فأبكمهم . ناموسيون لم يستطيعوا شيئا ً . ماذا كنت أستطيع أن أفعل أكثر من هذا ؟

متآمر(1) : ما جعل دمائى تفور كفوران البركان . عندما إبتدأ يصب اللعنات والويلات علينا . ونحن واقفون أمامه فى بله . لا نستطيع الرد عليه بشىء .

متآمر(2) : وما زاد الطين بلة . تلك الأمثال التى كان يحكيها . ليُثبت لنا أنه لم يعود لنا سلطان على الشعب . وأن الوعد سيؤخذ منّا . وسيعطى له ولأتباعه .

متآمر(1) : شىء عجيب حقا ً . فبالرغم من كل ما يجرى . للآن لا أعرف ما سر تمسك الجماهير به . فلولاهم . لكنا قد تمكنا منه منذ فترة طويلة .

متآمر(2) : ما أغاظنى حقا ً حتى الموت . هو ما قاله آخيرا ً قبل أن يغادر الهيكل .. قال لنا .. هوذا بيتكم يترك لكم خرابا ً . أنا لم أعد أتحمل كلمات هذا الشيطان . لابد من قتله فى أقرب فرصة . فى أقرب فرصة ..

الراوى : خرج الرب من الهيكل يوم الثلاثاء مقررا ً أنه لن يعود إليه ثانية بعد أن قال لليهود . هوذا بيتكم يترك لكم خرابا ً .. وفى مساء هذا اليوم سأله تلاميذه عن علامات اليوم الأخير فتحدث معهم السيد الرب عن الاستعداد للملكوت ثم بات أيضا ً فى بيت عنيا ... وفى يوم الأربعاء كان الرب جالسا ً فى بيت سمعان الأبرص .. وجاءت إمرأة بقارورة طيب فكسرتها وسكبتها على رأسه وهنا ...

يهوذا : ما هذا الذى فعلتيه .. أنت أيضا ً ؟ .. ألم يكفى ما فعلته مريم .. يوم السبت
الماضى ؟ ... ألا تكفى أن الثلثمائة دينار الأولى ... سكبت على قدميه ؟ ... فتسكبين أنت الآن ثلثمائة دينار أخرى على رأسه ... ياللعجب .. على تلك القلوب المتحجرة ... ألا تعرفون ما يقاسيه الفقراء .. من جوع وبرد وحرمان .. الفقراء .. الفقراء يا سادة .. ارحموا الفقراء .. إن هذا تبذير واتلاف ... تبذير واتلاف ...

يسوع : لماذا تزعجون المرأة أيضا ً . ما فعلته من أجل تكفينى .

يهوذا : لم طريقتك تعجبنى .يا معلم (بتهكم) . فأنا كنت أحب فيك عطفك على الفقراء . كنت تضع الصندوق معى . وكانت دينارات الفقراء هى رأس مالى . أما الآن يجب علىّ أن أبحث عن طريق آخر لأحصل على المال . سوف نرى يا معلم (بتهكم) .

الراوى : وفى المساء تشاور يهوذا مع رؤساء الكهنة ليسلمه لهم

يهوذا : (مفكرا ً) أنا أعرف أنهم يريدون إمساكه من فترة طويلة . ولذلك لابد وأنهم . يخصصون مكافأة كبيرة . لمن يرشد عن يسوع . ربما لو طلبت منهم مبلغا ً معينا ً ويكونون هم مخصصون مبلغا ً أكثر أخسر أنا ... لا لن أطلب أنا .. فقط أجعلهم هم يعطونى المكافأة .. ولكنى لن أرضى أقل من ألف دينار .

متآمر(1) : إسمع يا ... ماذا قلت لى عن اسمك ؟ .

يهوذا : أنا يهوذا

متآمر(1) : يهوذا

يهوذا : نعم . يهوذا الاسخريوطى .

متآمر(1) : قلت يا يهوذا . إنك تعرف مكان يسوع .

يهوذا : نعم أعرفه .

متآمر(1) : وقلت لى أنك من تلاميذه .

يهوذا : نعم .. هاه .. لا .. كنت .. كنت من تلاميذه .

متآمر(1) : اسمع يا أخ يهوذا .. أنا لن أكذب عليك . فنحن فعلا ً كنا قد أعلنا عن مكافأة لمن يُرشد عن يسوع .. ولكن هل ترى أنه من الصعب على أى أحد الآن أن يعرف مكانه .

يهوذا : ولكن هناك أماكن لا يعرفها غير تلاميذه .. مثل البستان حيث يصلى ليلا ً .. و..

متآمر(2) : نعم . نعم . ولذلك نحن سنتعاون معك .. فقط سلمه لنا . وسنعطيك المكافأة.

يهوذا : وكم المكافأة .

متآمر(2) : ثلاثون من الفضة .

يهوذا : ماذا ؟ .. ثلاثون من الفضة ؟ .. لابد وأنك تمزح ... لابد وانك

متآمر(2) : قلنا لك أنه ليس من العسير أن نصل إلى يسوع .. وحتى فى البستان الذى قلت لنا أنت عليه .. هل تريد المال أم لا ..

يهوذا : نعم أريده .

متآمر(2) : إذن لتجمعه من الأرض . خذ .. أيها الخائن ..

(يهوذا مخالف الناموس)

الراوى : بعد أن تآمر يهوذا لتسليم الرب الأربعاء مساءا ً .. رجع كأن شيئا ً لم يحدث . منتظرا ً الفرصة لكى يسلمه إليهم . وما أصعب الخيانة حينما تأتى من أقرب الناس . وجاء يوم الخميس .. وأعد التلاميذ خروف الفصح فى العلية فى بيت القديس مرقس الرسول . حامل الجرة وبعد الفصح وغسل أرجل التلاميذ جلس الرب معهم فى العشاء الأخير

يسوع : الحق أقول لكم إنى لا آكل هذا الفصح ثانية حتى يكمل فى ملكوت أبى ..خذوا كلوا . هذا هو جسدى . وهذه الكأس . هى دمى الذى يسفك عنكم . الحق أقول لكم إن واحدا ً منكم سيسلمنى . إن ابن الانسان ماض كما هو مكتوب عنه . ولكن ويل لذلك الرجل الذى به يسلم ابن الانسان

يهوذا : هل أنا هو يا سيد

يسوع : أنت قلت

الراوى : ولما سبحوا خرجوا إلى جبل الزيتون . وأما يهوذا فخرج ولم يحضر العشاء . ودخله الشيطان .. وقال الرب لهم .

يسوع : كلكم تشكون فىّ فى هذه الليلة . لأنه مكتوب إنى أضرب الراعى فتتبدد خراف الرعية .

بطرس : لو شك فيك الجميع . فأنا لا أشك

يسوع : هوذا الشيطان قد طلبكم لكى يغربلكم مثل الحنطة . ولكنى طلبت عنك لكى لا يفنى إيمانك .. أقول لك يا بطرس إنه لن يصيح ديك اليوم حتى تنكرنى 3 مرات

بطرس : وإن اضطررت أن أموت . لا أنكرك .

الراوى : بعد ذلك جاء معهم يسوع إلى حقل يسمى جثسيمانى قائلا ً .

يسوع : إجلسوا ههنا حتى أصلى .. نفسى حزينة جدا ً حتى الموت يا أبتاه إن أمكن فلتعبر عنى هذه الكأس

يسوع : أتنام يا سمعان ؟ ألم تقدر أن تسهر معى ساعة ؟ يا أبا الآب . إن كل شىء مستطاع لك . فلتعبر عنى هذه الكأس

يسوع : اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا فى تجربة . أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف . يا أبتاه إن شئت فلتعبر عنى هذه الكأس . لكن لا إرادتى بل إرادتك أنت .. أهكذا ما قدرتم أن تسهروا معى ساعة واحدة . ناموا الآن واستريحوا . لقد أتت الساعة . قوموا ننطلق . هوذا الذى يسلمنى قد اقترب .

الراوى : وفيما هو يتكلم . إذا جمع يتقدمهم ذلك الخائن يهوذا .

يهوذا : الشخص الذى أقبله . امسكوه فى الحال .. السلام يا معلم ..

يسوع : يا يهوذا . أبقبلة تسلم ابن الإنسان

الراوى : وضرب بطرس عبد رئيس الكهنة المسمى ملخس فقطع أذنه . فشفاه يسوع قائلاً يسوع : يا بطرس . الذين يأخذون بالسيف بالسيف يؤخذون . رد سيفك إلى مكانه

الراوى : حينئذ ألقوا الأيادى على يسوع . وتركه الجميع وهربوا . وبطرس كان يتبعه من بعيد . إلى دار رئيس الكهنة وطلبوا شهود زور فقام كثيرون

الشاهد : نعم يا سيدى قيافا . أنا شاهد .

قيافا : هل تشهد على هذا الرجل

الشاهد : نعم فأنا سمعته يقول إنى أقدر أن أنقض هذا الهيكل المصنوع بالأيادى وأقيم آخر غير مصنوع بالآيادى فى ثلاثة أيام فقط أقيمه . هو قال ذلك .

قيافا : هل هذا الكلام صحيح . أستحلفك بالله الحى أن تقول لنا هل أنت المسيح ؟

يسوع : أنت تقول . ومن الآن تبصرون ابن الانسان جالسا ً عن يمين القوة . وآتيا ً على سحاب السماء .

قيافا : ها قد سمعتم التجديف . لا نحتاج إلى شهود . إنه مستوجب الموت

الراوى : وبدأ الجميع يضربونه ويبصوقون فى وجهه ويلكمونه قائلين تنبأ من الذى ضربك .. وأما بطرس فكان خارجا ً يستدفأ لأنه كان شتاء .

جارية : هل أنت كنت مع يسوع ؟

بطرس : لا . لست أنا

جارية : بالحق هو أنت

بطرس : قلت لكى . لست أنا .

رجل : لا بل هو أنت . أنا أعرفك جيدا ً . وأيضا ً لغتك تظهرك .

بطرس : كلا . لست أنا . أنا لا أعرفه . أقسم إنى لا أعرفه

الراوى : وهنا صاح الديك فنظر يسوع لبطرس . وتذكر بطرس كلام المعلم وخرج خارجا ً وبكى بكاءا ً مرا ً .. وإنتهت احداث الخميس بالتخلى والانكار والتهم الباطلة والشهادة الزور .. وصلنا إلى بداية يوم الجمعة .. يوم الفداء العظيم ومازال الرب يمر من محاكمة إلى أخرى .. فبعد محاكمته أمام مجلس السنهدريم اليهودى قرروا أنه مستحق الموت . وذهبوا به إلى بيلاطس لينفذ لهم ما أرادوه و...

بيلاطس : ما شكواكم على هذا الإنسان .

متآمر(1) : إنه يفسد الأمة . ويثير الشغب . ويمنع أن تعطى جزية لقيصر . ويدعى نفسه أنه ملك اليهود .

بيلاطس : هل أنت ملك اليهود .

يسوع : أنت قلت

بيلاطس : أنا لا أجد فيه علة للموت .

متآمر(2) : هذا الإنسان يا سيدى بيلاطس . مجدف كبير .. إنه ينادى للناس بأشياء لا يقبلها ديننا . وينادى من الجليل حتى هنا .

بيلاطس : إذن الرجل جليلى . خذوه إذن إلى هيرودس أنتيباس .

الراوى : وعند هيرودس ... سخر هيرودس وجنوده من يسوع ورده مرة أخرى إلى بيلاطس ... فكلم بيلاطس رؤساء الكهنة قائلا ً

بيلاطس : قد قدمتم إلىّ هذا الرجل على اعتبار أنه يفسد الأمة . ولكنى قد فحصته قدامكم فلم أجد فيه علة واحدة للموت . سؤدبه وأطلقه

متآمر(1) : قلت لك يا سيدى . إنه يجب أن يموت . فهو يفسد ديننا

متآمر(2) : إنه يحرض بعدم دفع جزية قيصر فإن أنت أطلقته لم تكون محبا ً لقيصر ..

بيلاطس : لكم عادة أن أطلق لكم أسيرا ً واحدا ً فمن تريدون يسوع أم باراباس

متآمر(1) : أطلق باراباس

بيلاطس : ويسوع ماذا أفعل به

متآمر(2) : ليُصلب

بيلاطس : إنى برىء من دم هذا البار

متآمر(1) : دمه علينا وعلى أولادنا

الراوى : فأسلمه للجلد ثم للصلب . ويهوذا لما عرف أنه قد دين . رد الفضة لرؤساء الكهنة . ومضى وشنق نفسه . حينئذ أخذ جند الوالى يسوع . وأدخلوه إلى الديوان . وجمعوا عليه كل الكتيبة . فعروه وألبسوه رداءا ً قرمزيا ً . وضفروا إكليلا ً من شوك ووضعوه على رأسه . وجعلوا قصبة فى يمينه . وكانوا يجثون على ركبهم قدامه ويستهزئون به قائلين . السلام يا ملك اليهود وعُلق الرب على عود الصليب

متآمر(2) : خلص كثيرين وأما نفسه فلم يقدر أن يخلصها

يسوع : يا أبتاه اغفر لهم . لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون

اللص الشمال : إن كنت أنت المسيح . خلص نفسك وإيانا .

اللص اليمين : اذكرنى يارب متى جئت فى ملكوتك .

يسوع : اليوم تكون معى فى الفردوس . أنا عطشان . يا يوحنا هوذا أمك . يا أمرأة هوذا ابنك . قد أُكمل . يا أبتاه فى يديك أستودع روحى . إلهى إلهى لماذا تركتنى

الراوى : وأسلم الرب روحه فى يدى الآب . وانشق حجاب الهيكل . والأرض تزلزلت
والصخور تشققت . والقبور تفتحت . وكانت ظلمة على الأرض إلى الساعة التاسعة وأنزل الجسد من على الصليب . ودفن فى قبر جديد ووضعت عليه الحنوط والأطياب فى نهاية يوم الجمعة وبقى الجسد طوال يوم السبت فى القبر .. وفى فجر الأحد جاءت المريمات للقبر فوجدن أن الحجر قد دحرج ورأين ملاكا ً واقفا ً أمامهن بثياب براقة قائلا ً

الملاك : لماذا تطلبن الحى بين الأموات .. ليس هو ههنا لكن يسوع الناصرى المصلوب . قد قام . ألا تذكروا كيف كان يحدثكم ويقول أنه ينبغى أن يتألم ويصلب وفى اليوم الثالث يقوم .

الراوى : وظهر الرب بعد القيامة للتلاميذ .. ظهورات كثيرة .. وفرح الكنيسة وازدهرت . وزاد عدد المؤمنين ومازال صوته يرن فى الآذان إلى اليوم

يسوع : سلام أترك لكم .. سلامى أنا أعطيكم

الراوى : ربنا المصلوب . القائم من الأموات . المنتصر على الشيطان
كل المشاركين :نتبعك يا ملكنا الحبيب . نتبعك بكل قلوبنا . إعطينا يا سيدنا الحبيب . أن نعيش معك قيامتك . إعطينا أن ننتصر كما إنتصرت . إعطينا الغلبة على قوات الظلمة بإسمك العظيم . يارب المحبة العظيم لأن لك القوة . والمجد والبركة . والعزة . إلى الأبد . آمين