الاثنين، 6 أكتوبر 2008

سامِـح قد سامَـح


سامح ذاك الطفل المؤدب – الذى كان محبوباً من الجميع – لم أكن أنا أحبه . لماذا ؟ لا أدرى . كان شعورى دائماً من نحوه إمّا الحقد والغيرة أو الغضب والرغبة فى تحطيم ذاك الذى يسرق الأضواء دائماً كلما تواجد فى مكان .
كنّا سوياً فى فى نفس الفصل فى مدارس الأحد , وكان - دون غيره - دائماً ما يحظى بكل الإهتمام من كل الخدام . كان بعضاً من أصدقائى يشعرون بالغيرة منه , وأما أنا فقد كنت أحترق من النار المشتعلة فى صدرى تجاه ذاك الإنسان حتى وصل الأمر بى إلى عدم الإحتمال ,وقررت أن افعل شيئاً لأطيح به من أمامى .

لم يكن هناك عيباً فى سامح , فهو طفلاً مثالياً بكل المقاييس , يتعامل مع الجميع – ومنهم أنا وكل الحاقدين عليه – بكل لطف وهدوء ومحبة حسب طبيعته الهادئة ودون تكلُّف .كنت أعلم كل هذا ومع ذلك لم أستطع منع نفسى من كرهى له وحقدى عليه .

وبالفعل بدأت فى إثارة رفقاء السوء الآخرين ضده. إلى أن إجتمعنا فى أحد الأيام فى جلسة عُقدت تحت قيادتى بإشراف عدو الخير الذى كان يُشعل فىّ ناراً كانت تخرج مع الكلمات فتلهب الآخرين أمامى . ووضعنا خطة طويلة المدى الغرض منها ( الإنتقام من سامح ) وذلك بتلويث سمعته ووضعه موضع المتهم أمام الجميع عن طريق تدبير المكيدة تلو الأخرى له فى كل مكان يذهب إليه سواء فى الكنيسة أو المدرسة أو النادى وكل مكان معروف فيه .

بدأت الأمور بداية حسنة وكانت الفرحة الشيطانية تملكنا جميعاً متباهين بالخطة الموضوعة وأنه ليس بمنقذ من أيدينا .. .. ولكن .. ..
خابت آمالنا التى كنّا نحلم بها . فقد فشلت كل خططنا ونلنا جزاء ما دبرناه وبقى سامح كما هو بل وأفضل مما كان ..

{ دارت كل تلك الأفكار فى ذهنى وأنا أقترب من أبى الراهب . الذى علت وجهه إبتسامة ملائكية عندما رآنى . ثم إحتوانى فى حضنه فانحنيت على يده أُقبلِّها ودموعى قد بللت خدىّ . وأنا أقول : سامحنى يا أبى .. أما هو فقد نظر إلىّ وإبتسامته لم تفارقه ثم قال لى : إطمئن يا ولدى .. .. سامِح قد سامَح }

نعم .. فقد كان أبى الراهب .. هو .. هو .. سامح .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق