السبت، 25 أكتوبر 2008

مذكرات خاطى يريد التوبة


يارب .. أين أنت ؟ فأنا لا أراك .. أين تمكث ؟ .. أين أجدك ؟ ..
هل أنت بعيد عنى ؟ .. هل أنت قريب منى ؟ .. أجب إلهى فأنا لا أسمعك ؟ ..
هل أنا من تركك ومضى بعيدا ً ؟ أم أنت من تخلي عنى ؟ ..
هل لو دعوتك ستلبى ؟ ... هل لو صرخت إليك ستأتى إلىّ لتنقذنى ؟ ..
مازلت أسأل يارب وأنت لا تجيب ... هل أسئلتى لا قيمة لها يارب عندك لذلك لا تجيب عنها ؟ أم أنا لا أسمع صوتك ..
هل مازلت يارب منقوشا ً فى كفك ؟ هل مازلت تدعونى لأرمى بحملى الثقيل عليك ؟ ..


أجبنى إلهى هل مازلت واقفا ً تقرع تنتظر منى أن أفتح باب قلبى لتدخله ؟ ..
هل يارب خلاصى يهمك ؟ هل أنت نادم يارب على أنك خلصتنى بموتك وقيامتك ؟ ..
سامحنى يا إلهى الحبيب على جهلى وعلى أسئلتى الغبية ... فأنا أعرف يارب حق المعرفة أنك فى كل مكان فى السماء وعلى الأرض ... أعرف يارب أنك مازلت قارعا ً باب قلبى .. أعرف أنك لا تنصرف عنى إلهى . ولكنى . أنا من يهرب منك بأعمال الظلمة التى أعملها .. أعرف يارب .. أعرف ملء المعرفة ولكنى مع ذلك أسأل .. أسأل من أجل تبكيت نفسى . إذ كيف أهمل خلاصا ً مقدارهذا ..


كيف أعرف أنا الإنسان الحقير أن الرب ينتظرنى وأمضى عنه منشغلا ً بأمور تافهة ؟ .. كيف أعرف أن الرب يتشوق للجلوس معى وأنا أفضل صحبة الأشرار من الأشخاص والأشياء . لماذا يارب تصبر علىّ ؟ لماذا يارب لا تهلكنى فى خطيتى ؟ هل ؟ هل إلى هذا الحد تحبنى ياربى ؟ وتصبر علىّ وتطول أناتك لسنوات وسنوات .. هل كل هذا من أجل توبتى ورجوعى إليك ؟ يارب إنى غير مستحق .. غير مستحق .. لا أقولها يارب من فمى .. ولكن أقولها عن ثقة فى نفسى .. فنفسى لا تستحق شيئا ً .. لأنها لم تلتصق بك بل فضلت حياة الخطية ...


يارب تعبت من نفسى .. تعبت من كثرة عهودى التى لا أنفذها .. تعبت من إستهتارى بطول أناتك أيها الإله العظيم ... يارب أنا غير مستحق لهذه الحياة التى وهبتنى إياها .. لقد خلقتنى يارب فى القداسة وأنا أسعى جاهدا ً لتدنيس نفسى فى الخطية .. خلقتنى فى عدم فساد وأنا أبحث عن الفساد .. خلقتنى حرا ً وأنا أحببت العبودية ... لماذا ؟ .. يارب أنا على هذه الشاكلة ؟ .. هل لأنك أنت إله رءوف متحنن طيب القلب ؟ تسامح وتعطى فرص للتوبة ؟ فلماذا إذا ً يارب لا أتذكر أنك أهلكت العالم قديما ً بالطوفان بسبب الخطية ؟ .. لماذا لا أتذكر يارب أنك أهلكت سدوم وعمورة بنار وكبريت من أجل خطيتهم ؟



لماذا أتذكرك رءوف حنان ولا أتذكرك منتقم ثائر على الشر ؟ لماذا يارب تبقينى على الأرض حتى الآن ؟ لماذا لم تفنينى ؟ لم ترى منى يارب شيئا ً صالحا ً .. فأنا منذ الطفولية تصور قلبى خاطىء مملوء بالشر .. إن وجودى حتى الآن يعطينى يارب أعظم يقين أنك مازلت تحبنى .. مازلت تريدنى مازلت تنتظر صحوتى من غفلة الموت .. مازلت تنتظر عودتى .. فهل سأعود ؟ ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق