الاثنين، 6 أكتوبر 2008

أنا والسامرية


عند بئر يعقوب فى بلدة سوخار نقلتنى أفكارى فجلست هناك وإنتظرت .. نظرت إلى ساعة يدى فوجدتها قاربت الثانية عشر ظهرا ً.. رأيت سيدى المسيح آ تيا ً وحوله تلاميذه الأطهار .. ثم رأيتهم وقد تفرقوا ذاهبين صوب البلدة .. وأتى يسوعى بمفرده فألقانى سلاما ً وجلس على البئر .. كانت الشمس تتوسط كبد السماء .. لايوجد أثرلسحابة .. وكان القيظ شديدا ً.. وكل سكان البلدة قد إختفوا فى دورهم خشية ضربة شمس
نظرت إلى سيدى المسيح فوجدته يمسح قطرات عرق تناثرت على جبينه الأبيض الناصع . وقد احمر وجهه الملائكى من فرط سخونة الأشعة الساخنة فسألته . أتعرفنى ؟ . فأجابنى . نعم فأنا من أتى بك إلى هنا .. فدهشت ثم سألته.. ولكن ما الذى أتى بك أنت إلى هنا فى هذا الحر الشديد . فأجابنى وقد صوب ناظريه تجاه الطريق الخارج من البلدة وقال لقد أتيت من أجلها.. فتعجبت وقلت. ولكن. هل تستحق هى كل هذا العناء .. فابتسم قائلا ً ومن تحدث الآن عن الاستحقاق .. أنا أعطى بالأكثر لمن يحتاج .. وسوف ترى أيضا ً ماتسأل عنه.فقلت. لاأفهم. فقال لى : توارى جانبا ً فهى آتيه الآن وسوف ترى وتسمع
تواريت كطلبه . فأتت وتكلم معها سيدى المسيح .. ورأيتها تتحدث . تعترف . تتنقى . تبشر..ثم انصرفت .. وسألنى معلمى وسيدى المسيح مارأيك؟ .. أجبته . شىء مذهل . لقدصدق تعبك من أجلها
ثم قال لى : وأنت ؟ .. فتلعثمت قليلا ً ونظرت إلى الأرض
قائلا ً: أنا. مالى أنا ؟.. فرفع بيده وجهى ناحيته.. فنظرت فى عينيه . فقرأت كلاما ً
كثيرا ً.. وسمعت أشياءا ً عجيبة.. ثم قلت له. أنت تعرف كل شىء .. فأجابنى بإبتسامة مشجعة نعم .. وإعلم أيضا ً أنك لو كنت فى مكان أبعد من السامرية.. فسوف آتى إليك.. فقط إقبلنى كما قبلتنى هى .. فأومأت بالايجاب .. هنا ورأيت تلاميذه يقتربون منا كثيرا ً ساعتها لم تكن هى قد اختفت كليةً ً عن ناظرينا .. فتحركت من مكانى مغادرا ً . فاصدمت رجلى بشىء . فنظرت فإذ هى جرتها .. فمجدت الله وانطلقت إلى مدينتى وأحبائى قائلا ً لكل من يقابلنى : هلموا إنظروا إنسانا ً قال لى كل ما فعلت .. ومازال صوته لها يتردد فى أذنى إلى الآن :أنا الذى أكلمك هو .

هناك تعليق واحد: