الاثنين، 6 أكتوبر 2008

خرج ولم يعد


لماذا تغير لون الشمس الآن ؟ .. منذ حوالى ساعتين كانت بيضاء تلمع ، واراها الآن – رغم اننا فى نصف النهار – حمراء كما لو كانت تنزف .. من يدرى .. ربما كانت سحابة عابرة مليئة بالأتربة جعلتها كذلك .. لأتابع سيرى فما تزال أمامى أشياء كثيرة لأقوم بها اليوم .. ، و لكن أى أشياء ؟ .. أنا لا أتذكر شيئاً منها . هل أنا نسيتها فعلاُ ؟ .. أم أنه ليس هناك شيئاً أصلاً مطلوب منى القيام به ؟ .. لا أدرى .

عموماً لأترك هذا الموضوع جانباً الآن . فها أنا أرى الشارع و قد ازدحم من حولى فجأة .. !! ، ولكن ما هذا التفكير الغريب و لماذا افكر أنه ازدحم فجأة ؟ - و أنا أراه كل يوم على هذه الشاكلة لا يتغير – هل هذا شعور بضيق الكون حولى ؟

لا أدرى .. ربما كان كذلك . فأنا لست متيقناً من حالته السابقة لأحكم على وضعه الحالى .
لأتابع سيرى الآن فقد تذكرت ما فكرت فيه بالأمس من أنه يجب على أحياناً أن أعيش مثل باقى الناس و أسير مثلهم و بينهم حتى أكسر عن نفسى تلك العزلة المميتة التى أضع نفسى فيها ..

عموماً ها قد واتتنى الفرصة دون قصد منى لأتابع سيرى .ولكن ما هذا الذى يحدث حولى ..؟ ماذا يفعل هؤلاء الناس ؟ انهم لا يمشون مشيا ً .. ، ولكنهم يركضون .. يقفزون .. يتطاحنون .. لا أظن أنى أسير مثلهم أوهم مثلى . إذن ربما قلت لنفسى أن أركض لا أمشى ؟ .. لا أدرى . عموماً ها قد وصلت الآن إلى محطة الأتوبيس .. لندع المشى جانباً فلابد و أن أعود اليوم مبكراً إلى البيت .. نعم ها هو الأتوبيس .. ، ولكن ما هذا الزحام المطبق .. ألا يمكن أن يكون هناك شىء من النظام ؟ .. عموماً أحمد الله أننى غير مجبر على الخوض فى تلك المعركة .. لأستقل سيارتى الخاصة .. يا لسوء ما أعانية اليوم .. لقد نسيت أين وضعت سيارتى ؟ ..

ربما فى أول الشارع أو ربما هنا بجوارى .. عموماً لا توجد مشكلة ؟ و لكن هل أنا فعلاً أملك سيارة خاصة ؟ .. لا أدرى !! إذن هذا شىء جيد ، فأنا أريد أن أترك كل شىء اليوم بإرادتى قبل أن يرغمنى آخر على ذلك .. و ها أنا اليوم قد تركت وظيفتى رغماً عنى بعد عمر طويل و من الآن لن يكون لى فائدة تُرجى فى هذا العالم .. وهذا ايضاً شىء جيد فسن المعاش هو سن الأنطلاق و التحرر من الروتينية فى الحياة فعلاً .. إن الحياة تبدأ فعلاً بعد المعاش لذلك لابد أن أبدأ حياتى من جديد .. لأتزوج و أنجب أولاد يكونون لى سنداً فى شيخوختى ..، و لكن هل أنا متزوج فعلاً .. لا أدرى لقد قلت منذ قليل بأنه يجب على العودة مبكراً اليوم .. إذن لابد وان هناك من ينتظرنى متوقعاً قدومى فى أى لحظة ..، و لكن يا ترى من هو .. ؟ عموماً لا داعى للقلق فأنا سأذهب اليه حالاً .. ولكن يجب أولاً أن اشترى شيئاً له حتى يفرح بعودتى .. آه .. هناك من يبيع و لكن .. لا اريده أن يبيعنى بأكثر من الثمن المقرر ..عموماً لقد استمعت صباحاً الى الراديو .. ، وقالوا أن الجواليوم سيكون حاراً بعض الشىء .. وجيد أننى اليوم أرتدى قميصاً بدون أكمام فهذا جيد لكبار السن أمثالى .


ها قد وصلت إلى الشارع .. إن المنزل هنا فى هذا الدوران .. ياللعجب !! أين المنزل ..؟ أى منزل ..؟ ما الذى أتى بى إلى هنا ؟ .. شىء غريب فعلاً ..لأعود الآن فأنا لا أعرف عن شىء ابحث .. ربما يكون هناك ما ابحث عنه .. لقد تعبت .. آه .. و لكن من أى شىء تعبت ؟ .. أنا لا أعرف ..
أنا ... أنا ...من أنا ...؟
---------
- من الواضح التخبط والأحباط الذى يعانى منه هذا الشخص الذى خرج على المعاش منذ دقائق معدودة .. وما نتج عن يأسه فى مواجهة الواقع فقد فقد الذاكرة و لم يعد الى منزله حتى اليوم .
- مثل الإنسان الذى يتحطم فى مواجهة التجربة . وذلك لاعتمادة على ذاته ..
18/2/2002

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق