السبت، 11 أكتوبر 2008

عند الصليب


نحتفل بعيدين للصليب فى كل عام . أعياد تأتى ثم تمضى . لكن هذا العام . هذا العيد أردت أن أعرف . أن أسأل . أن أعايش هذا الصليب .
لذلك فقد سافرت إلى الجلجثة . إلى حيث موطن الصليب . هناك وجدته . واقفا ً . شامخا ً . فوق الجبل . فوق قمة العالم الملىء بالشهوات والنزوات . رأيته عظيما ً . رأسه بالسماء وقدماه بالأرض . فكأنما قد صار حلقة الوصل الوحيدة بين السماء والأرض . جسر العبورمن الأرض للسماء و العكس .
لم أجده هناك وحده . فقد كان هناك العديد والعديد من الناس . حوله فى كل مكان . منهم القريب منه ومنهم البعيد عنه . رأيت دموعا ً وانسكابا ً حوله ورأيت ضحكا ً واستخفافا ً خلفه .
رأيت من يرآه جهالة ورأيت مع يعرفه قوة . فتجولت بين الواقفين بين الناظرين . بين الراكعين . وعرفت واحدة . اقتربت منها . سألتها . أنت يا مجدلية .هنا وتحته مباشرة ماذا ترين فيه .جاوبتنى ودموعها تغلبها . أرى مخلصى . تركتها ورأيت آخرملابسه الكهنوتيه . صليب يده . لكنته الاسكندرنية جذبتنى إليه . أبونا بيشوى أنت هنا ؟ أجابنى ودموع فرحته تترقرق فى عينيه .. نعم . أنا هنا بجواره . كان معى وها أنا معه . سألته : ماذا عن الصليب ؟ .. فاضت مشاعره وأجاب : الصليب هو كل شىء . هو الحياة .. وهو الحياة بعد الحياة ..هو طريق الحبيب .. وهو باب القبول .. هو أجمل اللقاءات وهو هو الخلاص .. ثم تركته . وجدت آخرين كثيرين جدا ً .. جيش عظيم .. عرفت قائدهم .. أميرهم .. مارجرجس . سألته .. الصليب يا أبى جاورجيوس أجابنى بصوت هز المكان . هو أولا ً ونحن الآن .. أحبنا وصلب عليه ونحن به نثبت حبنا .. ورنم ورنم خلفه كل الشهداء .. والتهبت المشاعر وفاضت الدموع ..
ورأيت أيضا ً جموع غفيرة . أمامهم . أبوهم . عرفته .. بلباسه والاسكيم .. أنطونيوس الكبير .. تقدمت له . وسألته قائلا ً الصليب أجابنى فى هدوء .. هو الغلبة .. هو النصرة .. هو .. قوة إلهنا .. فى شخصنا الضعيف .. تعلقت أكثر بالصليب ذهبت إليه .. ركعت تحته بين الراكعين .. رفعت نظرى . رأيت ما لم أراه من قبل ..سألته .. ولماذا كان هو الباب .. أجابنى .. لأنه طريق صعب .. دمعت عيناى وقلت .. ولكنى .. لم أراك من قبل .. قال لى لاتخف .. لقد رأت عيناك الآن .. قلت له أذن أنت تسامحنى .. قال .. فى الصليب أنت مغفور الخطايا .. فسبحته قائلا ً : نسجد لك أيها المسيح إلهنا .. نسجد لصليبك المحى .. نسجد لآلامك ..ولجراحك الشافية كن معنا .. وأعنا ..إلى الآبد . آمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق